السكن الجامعي في تركيا

تشكل عملية البحث عن سكن طلابي مناسب أحد أكبر التحديات التي تواجه الطلبة الأجانب الراغبين في بدء دراستهم الجامعية في تركيا. ويؤجل الكثير من هؤلاء الطلبة عملية البحث هذه إلى حين حصولهم على القبول الجامعي و الوصول إلى تركيا. غير أنه يفضل البدء في البحث عن سكن فور الحصول على القبول الجامعي وقبل مغادرة الطالب وطنه الأم.

ولا بد أن السكن من أهم الأمور التي تشغل بال الطالب و تجعله متسائلا، كيف أحصل على سكن مناسب؟ هل إيجاد سكن في تركيا أمر سهل أم صعب؟ هل يوجد للجامعات التركية سكن خاص بها؟ هل يمكنني أن أستأجر شقة في تركيا؟ سنحاول الإجابة على هذه الأسئلة بالإضافة إلى أمور أخرى من خلال المقالة التالية: 

• أنواع السكنات في تركيا
• نصائح لاختيار السكن المناسب لك في تركيا
• نصائح عند استئجار شقة في تركيا

 

يوجد فى تركيا 5 أنواع من السكنات الطلابية هي:

1- السكن الطلابي الحكومي: 

تتبع هذه السكنات إلى مؤسسة KYK والتي تتبع بدورها لوزارة الشباب والرياضة في تركيا، تنتشر هذه المساكن الطلابية في كل الولايات التركية ويقدّر عددها بحوالي 753 سكن. تغلق بعض السكنات الحكومية خلال فترة العطلة الصيفية، و لكن من أجل الدورات الصيفية وفترات التدريب الجامعي تبقى بعض السكنات الطلابية مناوبة في الصيف، ويتم التسجيل عليها في وقت يسبق العطلة. جدير بالذكر أيضا أنّه يسمح للطلاب الأجانب بالتسجيل للسكن في سكنات الحكومة الطلابية في تركيا، وكذلك تستقبل هذه السكنات المستفيدين من منح الحكومة التركية الدراسية، ولكن تعتبر نسب الرفض بالنسبة للأجانب عالية كون الأفضلية غالباً للطلاب الأتراك.

توفر هذه السكنات درجة عالية من الأمان حيث لا يستطيع أحد الدخول أو الخروج منها الا إذا كان مسجلا فيها، كما يوجد عدة أنظمة أمان كنظام البصمه أو نظام الكرت الإلكتروني للدخول والخروج. بالإضافة إلى وجود رجال أمن على البوابات الرئيسية طوال اليوم.

 

2- السكن الطلابي الوقفي: 

عبارة عن مساكن يشرف عليها عادة وقف الديانة التركي أو أحد الجمعيات والمنظمات الخيرية والدينية في تركيا، وهي تتيح للطلاب السكن بمقابل مالي رمزي مقارنة بالسكنات الخاصة، ويمتاز هذا النوع من السكنات بالقوانين الثابتة والصارمة حيث يتم انتقاء الطلاب المقبولين بعد مقابلتهم والحديث معهم والتعرف عليهم. كما تتيح الأوقاف المشرفة على هذه السكنات حضور جلسات دينية وعظيه وفق برامج دورية منظمة وندوات يُشرف عليها أساتذة دين أتراك، و يعتبر حضورها إلزامياً لساكني الوقف في أغلب الأوقات. تعد سكنات الأوقاف التركية الرسمية أكثر موثوقية وتنظيماً، وتمتاز بكونها مساكن حديثة وآمنة، وهي تنشط بشكل رئيسي في ثلاث ولايات رئيسية وهي: اسطنبول وأنطاليا وإزمير. بالإضافة إلى أنّ السكنات الوقفية التي تقدمها المنظمات الدينية في تركيا تستقبل جميع الطلاب بغض النظر عن توجهاتهم السياسية، فهي تتيح للطلاب الأجانب والعرب السكن فيها. و لكن جدير بالذكر أيضا أن السكنات الوقفية ليست بنفس جودة السكنات الأخرى من حيث الإمكانيات المتاحة و الخدمات المقدمة للطلاب.

 

3- السكن الطلابي الخاص: 

يوجد في تركيا حوالي 895 سكن خاص و يتم إدارتهم و إنشائهم من قبل جهات و شركات خاصة في تركيا، و عادة تكون ظروف الإقامة في تلك السكنات أفضل من غيرها حيث يمكن الحصول على قدر كبير من الهدوء و الراحة و الاستمتاع بالخدمات المقدمة. بشكل عام يمكننا أن نقول أنها  أفضل من السكنات الحكومية والوقفية من الناحية الخدمية بل حتى النفسية حيث يحظى الطالب المقيم في سكنات خاصة باستقلالية أكبر وخصوصية أكثر، كما يكون عدد الأشخاص المقيمين في الغرفة نفسها أقل، و لكن هذا بالتأكيد يعتمد على اختيار الطالب للغرفة إذا كانت فردية، ثنائية، ثلاثية أو حتى رباعية. و كما هناك سكنات خاصة غير تابعة لجامعة محددة فهناك سكنات خاصة تكون تابعة لبعض الجامعات.

بشكل عام إنّ خدمات السكنات الخاصة في تركيا تتفاوت باختلاف الشركة القائمة على هذا المشروع و باختلاف طاقمها الإداري كذلك، وعموماً كلما كان مبلغ الإيجار الشهري أكبر كلما كانت الخدمات المقدمة أكثر تميّزاً، و بالتأكيد توجد بعض السكنات بشروط خاصة بها، كأن تكون فقط لطلاب جامعة معينة أو لاختصاص معين كالطب أو الهندسة ... ومنها ما لا يقبل إلا الطلاب حصراً، ومنها من يقبل جميع الطلاب بما فيهم طلاب الدراسات العليا، و منهم من يقبل فقط بطلاب البكالوريوس. يحتاج دائماً الباحثيث عن سكن خاص للطلاب في تركيا إلى إبراز الوثائق الرسمية التي تثبت أنهم يدرسون في الجامعات التركية كي يمكنهم الترشح للسكن فيها.

 

4- الشقق الطلابية المشتركة:

قد لا يستطيع الطالب العربي أو الأجنبي في تركيا أن يحصل على فرص مناسبة للسكن في سكن حكومي أو وقفي أو حتى خاص، عندها سيلجأ للسكن في شقق طلابية أو شبابية، وهي عادة ما تكون شقق عادية، يسكن فيها الطلاب والشباب عموما، ويمكن للطالب أن يتفق مع عدد من زملائه لاستئجار شقة عادية، وقد يكون ذلك مكلفاً لما يترتب عليه من تكاليف التأمين وتأثيث المنزل وتجهيزه، بالإضافة للفواتير الشهرية، ناهيك عن فترة الصيف التي ينبغي أن يتكفل بالإيجارات والفواتير فيها، لأن الإيجار في تركيا يكون غالبا لسنة كاملة . يلتزم الطالب عادة بدفع مبلغ مالي شهري مقابل سكنه في هذه الشقق التي توفر له خدمات الكهرباء والماء بالإضافة إلى الانترنت والغاز أيضاً، وبعض الخدمات الأخرى حسب الشقة. لا يوجد قوانين محددة لمثل هذا النوع من السكنات و لكن يتوجب على الطلاب أن يحافظوا على نظافة المكان و الالتزام بالهدوء و التعاون في مهام المنزل. و جدير بالذكر أن قيمة الإيجارالسكني للطلاب في تركيا يختلف باختلاف الولاية التي يقيم فيها وباختلاف الحي وباختلاف الخدمات أيضاً، فغالباً شقق السكن الطلابي للطالبات تكون ضمن مجمعات سكنية حديثة لتأمين الحراسة والحماية والأمن، مما يعني زيادة في مبلغ الإيجار الشهري.

ويجدر بنا ذكر بعض المنصات الرقمية عبر الإنترنت التي ممكن أن يبحث الشخص فيها عن سكن مناسب واقتصادي يشبه السكن الشبابي وهي منصات عالمية، وهي مفيدة في حال لم تستطع تحديد مكان إقامتك قبل السفر وتحتاج إلى سكن مؤقت حتى تجد مكاناً ملاماً لك، ومن أهمها:

• hostelbookers.com
• hostelworld.com
• airbnb.com
• homestay.com

 

5- استئجار شقة خاصة:

وهو أحد الخيارات التي يفضلها كثير من الطلاب للحصول على قدر أكبر من الخصوصية و الاستقلالية، ولكن هذا الخيار يعتبر الأكثر صعوبة في توفيره، من حيث أنه يحتاج وقتاً طويلاً حتى تجد سكناً مناسباً واقتصادياً، إضافة إلى التكاليف و بعض المعاناة التي سوف يعانيها الشخص في شراء فرش ومستلزمات للبيت إذا كان غير مفروش، أو معاناة أخرى تتمثل في عمل اشتراكات للمياه والكهرباء والغاز والإنترنت ودفع التأمين الخاص بهم.

 

نصائح لاختيار السكن المناسب لك في تركيا:

• بداية يفضل لأي طالب أن يبقى في سكن طلابي حتى يتعرف على المدينة التي يسكن بها و يكتسب قدرا كافي من اللغة يساعده فيما بعد على الخروج للإيجار الخاص.
• حياتك الدراسية غالباً ما ستكون مليئة بالأحداث والأيام الصاخبة، لذلك اختيار سكن في موقع بعيد يعد أمرا غير محمودا حاصة إن كنت ستدرس في إحدى المدن الكبرى و بالتحديد في اسطنبول، حيث أن الموقع القريب من الجامعة سيوفر عليك عناء الوصول إليها في ساعات الصباح الباكر والعودة إلى السكن في ساعات المساء المتأخر.
• من الأفضل أن تختار سكن يوفر غرف تضم عدد قليل من الطلاب، لأن ذلك يتيح لك فرصة أكبر للتركيز في المذاكرة، ويضمن لك مزيدا من الخصوصية والترتيب.
• من المهم فهم ما إذا كان اختيار السكن الخاص بك سيتماشى مع نمط حياتك، فالسكنات الوقفية لا تناسب الجميع.
• يجب عليك دراسة وتدقيق عقد السكن بشكل دقيق، وتعرف على كافة الأمور المرتبطة بالسكن والأمور الأخرى.

 

نصائح عند استئجار شقة في تركيا:

• لابد أن تأخذ بعين الاعتبار سهولة الوصول إلى وسائل النقل العام وخاصة محطات المترو أو المتروبوس (وهو عبارة عن حافلة طويلة لها مسار خاص ضمن خط مواصلات طويل يربط بين القسمي الأوربي والآسيوي) خاصة في اسطنبول و المدن الكبرى.
• لا يحبذ أن تستأجر الشقق التي تكون تحت الأرض، تسمى (bodrum) في اللغة التركية، حيث تزداد نسبة الرطوبة بها والتي لها أضرار كثيرة على الجدران والسقوف وعلى الفرش والآلات المستخدمة في البيت، وعلى الصحة بشكل عام، ناهيك عن الحشرات و تجمع مياه الأمطار.
• عليك أن تنتبه إلى نظام التدفئة الموجود في البيت، لأن بعض المنازل القديمة لا تتوفر بها خدمة تمديد الغاز الطبيعي الذي يعد الحل الأفضل اقتصادياً و كذلك ليس له صوت أو مخلفات ضارة.
• يمكنك استئجار شقة في إحدى المجمعات السكنية الحديثة والتي تمتاز بوجود الأمن على مدار الساعة، ووجود كافة المرافق اللازمة من محلات تجارية و مطاعم و صالات للرياضة و كذلك مواقف للسيارات، ولكن أيضاً تمتاز بارتفاع تكلفة استئجارها وكثيراً ما تكون بعيدة عن مركز المدينة.
• عليك أن تضمن أيضا ملكية الشخص الذي تستأجر منه للبيت عن طريق رؤية سند الملكية الخاص به، والذي يدعى في اللغة التركية (Tabo).
• إذا قررت بالفعل أن تستأجر فهذه بعض المواقع التركية على الانترنت التي من الممكن أن تمد يد العون لك في اختيار الشقة أو المنزل المناسب:

• sahibinden.com 
• emlakjet.com
• zingat.com

 

من الأمور الأخرى التي يجب أن تأخذها في عين الاعتبار هي أن السكن في دولة أخرى مع أشخاص آخرين أو بمفردك ممتعا ويعلمك الكثير من الأشياء، رغم أن بعض الطلبة الدوليين والمحلين قد يواجهون صعوبة في العيش مع بعض الجنسيات الأخرى. لذلك اعلم أنك سوف تتعرف على الكثير من الأشخاص، كما ستجد صعوبة في التأقلم مع البعض الآخر. سوف تشعر بالوحدة أحيانا، وقد تشتاق إلى الوطن والعائلة أحيانا ولكن تأكد أن كل ذلك يشكل جزءا من هذه التجربة، والتي سوف توسع آفاقك في نهاية المطاف، وتجعلك شخصا مختلفا مما أنت عليه الآن. تذكر أنها رحلة ستنتهي كما ابتدأت يوما ما، فاستمتع بكل لحظاتها و عشها بكل تجاربها.